arablog.org

“مالي والناس؟!”

“مالي والناس؟!”

 


رَماني الدّهرُ بالأرزاءِ حتى.. فُؤادي في غِشاءٍ مِنْ نِبالِ
فَصِرْتُ إذا أصابَتْني سِهامٌ ..تكَسّرَتِ النّصالُ على النّصالِ
وهانَ فَما أُبالي بالرّزايا لأنّي ..ما انْتَفَعتُ بأنْ أُبالي

                                                                    المتنبي    “قصيدة نعد المشرفية والعوالي”

ماذا يريد الناس ؟ماذا يقصدون؟ وما ظنهم بي الآن؟..هكذا هو حال الأغلب الأعم منا .

يعطي لكلام الناس حجماً أكبر بكثير مما يستحق ..فمن منا لم يتخذ قراراً بناء على ما سيظنه الناس به !

ونتوقف كثيراً عند  نظرة الناس لنا، واعتقادتهم فينا. برغم من علمنا جميعاً “رضا الناس غاية لا تدرك”..فالناس هم الناس منذ قديم الزمان ..مهما تغير الزمان ..

فمهما تكن شخصا علي قدر عالِ من الأخلاق الحسنة , ومهما تكن عالما بواجباتك مؤديا لها على أكمل وجه، فستجد بالرغم من ذلك  من ينتقدك ،ويكرهك ، بل ويتربص بك أيضأ!

فهذه طبائع الناس منذ الأزل ..ولو لم يكن كذلك، ما كنت ستجد شخصية جحا وحماره!  اللذان نعرفهما جميعاً في تراثنا .

فأغلب مشاكل حياتنا، وأغلب ما يؤرقنا للأسف سببه “كلام الناس”..فما بالنا بالناس؟!

إذا كانت هذه عاداتهم، وتلك طبائعهم التي لم يستطع لا الزمان ولا المكان أن يخلصهم منها ..فلما نبالي من الأساس!

فإذا كنت واثقاً مما تريده، وما تفعله لا يخالف لا دينك  ,ولا مبادئك .. فلتضرب بكلام الناس عرض الحائط وطولها أيضاً , ولتنطلق متوكلاً علي الله ,وكفي به وكيلاً .

لا تبالي بكلامهم ،وثرثراتهم ، ونظراتهم التي تدلك علي مكنونات نفوسهم الخبيثة..ف”الكلاب تعوي والقافلة تسير” ..ورحم الله جحا وحماره رحمةً واسعة.

وإلي لقاء جديد مع طلة جديدة من نافذة الحياة .

 

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *