arablog.org

“من مذكرات مدون”

“من مذكرات مدون”

منذ يومين تقريباً ,وبينما أنا علي صفحتي الرئيسية بهذا الموقع الأزرق المدعو الفيسبوك الذي أظن أنه لا يوجد أحداً الآن لا يعرفه _الإ إذا كان من زمان غير زماننا هذا_ فبعد تلك الثورات التي قامت في معظم البلدان العربية , أضحي الكل يعرفه والكبير قبل الصغير , فكما نعرف جميعاً أنه كان بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل تلك الثورات , حيث مساحة أرحب للتعبير عن الرأي بحرية . حتي وإن كانت تلك المساحة موجودة في العالم الإفتراضي ولكنها مساحة لا بأس بها للصراخ في وجه الظلم بدون رقيب أو مقيد لحرية _وبخاصة لشعوبنا التي تعاني من القهر .

ولكن ليس هذا ما يهم فقد قامت الثورات , وهدأت الحياة من حولنا الآن , أو هكذا كما هو ظاهر علي الساحة من حولنا . المهم في الأمر أن في ذلك اليوم وجدت “الفيس بوك” وقد تحول إلي ساحة لأفراح , والجميع لا يتحدث  الإعن عودة طفل , والآن لا أعلم إن كان يجوز أن يطلق عليه طفل أم لا , فهو كان طفل يوم ضاع من أمه , والآن وقد عاد لها بعد أن أصبح في أولي مراحل الشباب ولكن لا يهم , المهم علي أي حال أنه عاد , فلا يهم أي أم علي أي حال رجع أبنها , المهم أنه عاد ..فهذا علي أي حال قلب الأم كما تعلمون 🙂 .

صدقاً لا أعلم من هذه السيدة الفاضلة , وتلك الأم العظيمة ,ولكن بحكم إني كنت من المدونين فأغلب أصدقائي من المدونين , فقد جمعتنا هواية التدوين , وقد تعارفنا علي بعضنا البعض من تلك الأحرف التي كانت يخطها كل منا بمدونته ,والتي كانت تسطر ما بداخل كل منا من ألم أو فرح . ومن هنا أصبح أغلب أصدقائي _وأقربهم لقلبي_ من المدونين لا يعرف بعضنا البعض شكلاَ ولا رسماً , ولا بيننا مصالح مشتركة , إنما ما يجمعنا هو التدوين وحب الكتابة علي أي حال وفي كل الأحوال . ومن هنا ولكثرة ما يطلق عليه “الهاشتاج” الذي بات الجميع يبث لها عن طريقه كم فرحتهم وسعادتهم لعودة أبنها . فدفعني الفضول لأن أعرف من تلك الأم  فكما ذكرت سابقاً بأني لا أعرفها . وبالفعل سألت عليها إحدي المدونات التي كانت تعرفها عن طريق مدونتها وليس معرفة شخصية أيضاً .  ولأن المدونون ممن يعرفونها قد قاموا بدعوتي ليوم التدوين عن تلك السيدة ومعانتها احتفالاً برجوع أبنها لها , فقد قررت أن تكون تلك التدوينه إهداء خاص لها . وطبعاً لن أذكر أسمها ولن أذكر تفاصيل شخصية فأنا لم أأخد منها موافقة بذلك لعدم معرفتي إياها .

فتلك سيدة فاضلة كانت قد تزوجت مثلما يفعل أغلب الناس , وقد رزقها الله _سبحانه وتعالي_ بطفل من زوجها الذي فيما بعد وبحسب ما فهمت من قصتها إنهما أنفصلا , ولم يكتفي الزوج بتحميلها لقب “مطلقة” الذي يعتبره مجتمعنا العربي العقيم أنه وصمة عار علي تلك السيدة , وختم علي جبينها بأنها مطلقة ليحترس منها نفس ذات المجتمع العقيم . ولسنا هنا بصدد الحديث عن ما سيتهكم به بعض أصحاب العقول الضيقة _أبناء ذلك المجتمع العقيم  أيضاَ_ بالدفاع عن حقوق المرأة . .

المهم لم يكتفي ذلك الرجل بتحميلها اللقب , وإنما بدأ في إستخدام ما نستطيع أن نطلق عليه أكثر الكروت إيلاماً  , وأشدها دنأه لأي سيدة الا وهو أبنها , فقد حرمها منه وأخذها وهوأبن الخمس سنوات . ليتربي بعيداً عنها , وحتي ذلك تم بطريقة يندي لها الجبين , فقد اختطفه ذات يوم بينما هو خارجاً من مدرسته صحيح أنه والده ولكنه لا يحق له أن يخطفه بهذه الطريقة من بين أحضان أمه وهو أبن الخمس سنوات . ولكن ليس ذلك شأننا أيضاَ , ولنكمل ومن هنا وبدأت معاناة تلك “الأم” التي بات لا حول لها ولا قوة لإستعادة أبنها لأحضانها ,وبعدما عزت كل السبل لإستعادته , فقامت تلك “الأم” بعمل مدونة واسمتها بأسم أبنها , وباتت تبث فيها شكواها لله تارة وللقراء تارة أخري علها تجد سلوي ولو قليلاً لما تشعر به من مرارة ..وعلي هذا الحال لمدة عشر سنوات لا تكل ولا تمل _أم كما تعلمون_ وتلك المدة هي من حين تم إختطافه من بين أحضانها لحين عودته منذ يومين فقط ! بعدما أصدرت المحكمة قراراً بعودته لها و بعدما تنازل لها ذلك الزوج  عنها , وكما تقول هي في مدونتها بعدما وجد أنه صار ثقيلاً عليه تحمله , وتحمل أعبائه .. ولكن كل هذا لا يساوي شئ أمام فرحة تلك “الأم” بعودة وليدها . وكم الفرحة التي لاشت كل تلك السنوات من القهر والمرارة التي كانت تسكنها , وبمجرد رجوعه صرت أكاد أسمع أصوات الفرح , وأراه جلياً في تدوينتها الأولي التي خصصتها للأحتفال بعوده أبنها . وكم أنتابني من المشاعر المختلطة وأنا أقرأ سطورها في وصفها لما فعلت أحتفالاً بعودة أبنها . بداية من فرحتها التي لم يكن للكون أن يسعها أنذاك , وعدم معرفتها اتجري عليه لتحتضنه وترددها في البداية فقد صار شاباً يفوق طوله طولها , وماذا تفعل أتذهب به للبيت لتريه ماذا كانت تحضر له في كل مناسبة وفي كل عام من ألعاب وهدايا لم تعد مناسبة له الآن , فقد أخذ منها طفلاً , وظل كذلك في عيناها رغم مرور كل تلك السنوات , نهاية بمخاوفها من إيذاء طليقها لهما مرة أخري ومحاولة ابتزاز أهلها بهما , أو ربما التعرض لهما وإيذاءها , وتفكيرها لمغادرة الشقة وربما مغادرة العالم طالما قد عاد إليها وليدها . ولكن لا بأس الآن فلنحتفل بعدوة ” …” لأمه “…”  بعد سنوات من الحرمان 🙂 .

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *