arablog.org

“صورة من الشارع المصري”

بالأمس وبينما كنت أسير بالطريق في أمان الله ، ولسوء الحظ كانت أعمدة الإنارة  قد تم قطع التيار الكهربي عنها ، وكنت في حاجة ماسة للذهاب لقضاء بعض الأشياء الهامة ، والتي لا يمكن تأجيلها لغداً . وبينما كنت أسير في منتصف طريقي وحدي  وجدت طابور من “أطفال”_ وسأطلق عليهم أطفالاً مجازاً_  وقد انحدر من ذلك الشارع الذي كان يقطع هذا الذي كنت أسير به . ولم يخطر ببالي شئ ، وسرت بسلامة نية ،فمن كانوا ينحدروا نحوي أشباح صغيرة  كما كانت تبدو لي في الظلام، ظننتهم أطفال.  واذا بي افاجئ بقدمومهم نحوي ، في مقدمهم زعيمهم _طفل علي أقصي تقدير ، بالرابعة عشر من عمره .

وكان يحمل في يده سيجارة ووراءه مجموعة أيضاً من الأطفال بنفس الهيئة والذين لا يتجاوز أعمارهم الخامسة عشر أيضاً ، وأغلب الظن أنه كان أكبرهم ، واذا بي أجد نفسي وقد أحاطوني من كل جانب ، وأخذ زعيمهم الذي لا يتجاوز طوله المتر ، حتي صار المشهد كالأتي صرت أنا كعمود نور ومن حوله شجيرات صغيرة ، وأخذ يلوح لي بسجارته ، حتي يخيفني ، وألقي علي مسامعي ألفاظ يندي لها الجبين ، لا يمكن أن تصدر بأي حال من الأحوال عن طفل في مثل هذا العمر الإ اذا كان طفل من الجحيم !

ولكم أن تتخيلوا المشهد شابة في مثل عمري يحاول من هم لو كانت تزوجت لكانت أنجبت في مثل عمرهم ! وأحمد لله لقد ألهمني الله التصرف السليم في الوقت المناسب ، ولكن ليس هذا هو المهم ..

والسؤال المهم الآن أيها السادة إذا اغضضنا الطرف عن فكرة التحرش ، وسوء الأخلاق بصفة عامة، والتي باتت ظاهرة توحي بكارثة تلوح في الآفق القريب .. كيف لمن هم في مثل هذه الأعمار _والذين تعدهم المؤسسات الحقوقية أطفالاً_ من أين لهم بمثل هذه التصرفات ، والتي لا تصدر الإ عن المختلين نفسياً ، وعقلياً من البالغين ، وماذا عن تلك الألفاظ من أين أتوا بها ؟! اانحدر بنا الطريق حتي هذا المستوي ، الذي ينحدر عن المتدني بمستويات ، ومستويات !!

ولكني علي أي حال بعدما أستجمعت قواي مرة أخري ، وجدني أردد “الله لا يسامح ، ولا يرحم من أنجبوكم ” وأرجو أن تررددوا معي هذا ، لربما يسمع الله لدعائنا ، ويعذب هؤلاء حتي يكفوا عن كثرة إنجاب مثل هذه الكائنات ، التي من فرط ما اهملوها تعفنت عقولهم ، وأخلاقهم .حتي صارت تشبه البني ادمين في هيئتهم ، ولكن ليس لها  بالأدمية أي صلة !  والذنب ليس ذببهم  إنما هو ذنب من أنجبوهم .

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *