arablog.org

“فارسها المزعوم “

“فارسها المزعوم “

وبعد طول إنتظار ، قد أتي فارس الأحلام الهمام ، لتزف له  “زهرة البيت ” في حفل الخطوبة البهيج ، ويمتلئ وجه العروسة بالبشر والفرح والأماني والأحلام .

ولما لا ألم يطلقوا عليه منذ قديم الأزل “فارس الأحلام” أليس لأنه هو من يأتي لها بالأحلام ! كما زعموا ، وصدقت كل زهرة هذا الزعم . وبعدما انتهت حفلة الخطبة ، وبعد مرور بعض الوقت ، وبمقابلتي إياها لأجد ذلك الوجه الذي كان يملاؤه البهجة والأحلام ، وقد تحول إلي وجه بائس ، حزين .

وبعد السؤال عن أحوالها ، وقد فوجئت بها تقول لي أنها تركت دراستها “الماجستير” التي كان يفصلها عن أختباره أقل من شهر ، وقد تخلت عن تلك الوظيفة التي حلمت بها كثيراً ، وحينما أتت رفضتها ، وكل ذلك بناء علي رغبات “فارسها المزعوم” التي تخلت عن أشياء لا أحسبها بالهينة ، أو القليلة ، لأنها لا كما تبدو مجرد وظيفة ، أو مجرد شهادة ، إنما هي ولو كانت تخلت عن شئ فهي تخلت عن ذاتها أولاً وأخيراً .

أين الأحلام التي كانت تملأ فضاءها من قبل ؟! أين إصرارها ، وتفاؤلها الذي كانت تحسد عليه ؟ ولم يكتفي بهذا وفقط وإنما بعدما مر وقت علي الخطبة ، ومع أول أزمة قابلتهما ، طلب منها أن ينفصلا ، وتري ماذا قال لها وهو ينهي مكالمته معاها ..”أذهبي وأكملي دراستك ، واكملي حياتك ” !

وبعدما أعاد حساباته وقد عاد لها بعد ربما أيام ، بعدما أكتشف أنه لم يكمل مهمته معاها .. عاد ليخطب ودها مرة أخري ، ولكنها في هذه المرة ، بعدما أفاقها الحزن ، ونبهها الأم ما أضاعته بفضله . فحدثته أنها ستوافق أن يعود بشرط أن يدعها تكمل مسيرتها في دراستها ، وهنا وهي لم تطلب شئ غير مشروع ، أو حتي غير مقبول ،  فثارث ثأرته  وخيرها ما بينه وبين دراستها !! وقال لها : أنا معك في أي شئ الإ استكمال الدراسة ..!! وحينما سألته عن سبب منطقي لذلك ، لم يجيبها الإ بالتجهم والصمت . ولا أعلم ما سبب هذه التصرفات الغير مبررة .

لما يظن أنه لمجرد أنه خطبها ، فيحق له أن يتحكم في حياتها ، بهذه الطريقة المخربة ، لما يريد أن يدفنها في حياة هي لم تكن يوماً تريدها أبداً ؟! لما يضع نفسه كعثرة في طريقها ؟..لم يحشرها دائماً ما بين الخيارات الصعبة بالنسبىة لها ! لما لم يقدر ما تخلت عنه لأجله في بادئ الأمر ، حينما طرق بابها ، حيث ظنته الأمان ، والذي أصبح منه بالنسبة لها في خبر كان ، فهي علي حد تعبيرها تريد أن تستكمل كل ما فاتها ، لا شئ ، ولا ليكون لها “ذات” يوماً ما ، فقد أنساها ذلك منذ أن أطل بفكره العقيم علي حياتها ، إنما لأنها أصبحت لا تشعر بالأمان منه ، ولا تأمل بمستقبل أمن معه ، بعدما تخلي عنها يوماً ما .

ولا أعلم لما كل هذا ؟! أهي علاقة تكامل ، تلك التي تجمع بينهما ، أم أنها علاقة تناحر ، والبقاء لأقوي ؟! أهو رابط مقدس الذي سيربط بينهم في الحياة ، أم أنه صراع لابد أن ينتهي بالقضاء علي أحدهم ؟! ولا أعلم ما الذي سيضره إن ترك لها الخيار فيما تريده لحياتها ، وشجعها عليه ، لم هذا التفكير البائس الأناني ، لم يجعلها تندم يوماً ما ، وسيكون ذنبها الوحيد الذي أقترفته هو قبولها بإستكمال حياتها معه ! 

وأذكر في إحدي المرات التي كنت أشتري بها كتب ، وقعت عيني علي كتاب علي ما أذكر كان عنوانه “واجبات وحقوق كل من الزوجين ” فسخرت أنا ومن كانت معي ، وقلنا أصرنا نجهلها حتي تصدر لنا في كتاب ، والحق أقول أننا بحاجة ماسة لأن يفهم كل من الطرفين ما له ، وما عليه ، بل وأظن أننا صرنا بحاجة لخريطة توضح لنا معالم الطريق في حياتنا معاً .

وكان لدي تساؤل أود أن أختم به :لما يطلقوا عليه “فارس الأحلام”؟ وهو لقب لا أظن أن كثيرين منهم يستحقونه ، فعلي حد علمي للفروسية أصول ، وصفات ، وأحسبها لا تتوافر الإ في القليلين ، فلما تجعليه ينال هذا الشرف الذي لا يستحقه الإ فارس بحق ، وليس فارسك المزعوم !

مصدر الصورة: صفحة الكاتب كريم الشاذلي , من كتاب (إمرأة من طراز خاص) .

مصدر الصورة: صفحة الكاتب كريم الشاذلي , من كتاب (إمرأة من طراز خاص) .

 

 


Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *