arablog.org

“معي دولار !”

“معي دولار”

عن أول “قصة” أكتبها في حياتي وأشارك بها في إحدي المسابقات التي تنظمها مجلة من المجلات العربية التي أحرص علي إقتنائها كل شهر .

وأذكر تفاصيل كتابتي لتلك القصة ، حيث كنت أمر بحالة نفسية سيئة ، و كنت أشعر بغربة “نفسية” من كل شئ حتي من نفسي التي بين جنباتي !

كنت أجلس في شرفة البيت التي تطل علي جنة من جنان الله في الأرض ، وكنا في وقت متأخر من الليل ، وكان المشهد كما وصفته بتفاصيل تلك القصة ، حيث المطر الغزير الذي يغسل الأشجار ، وتمايلها يميناً ويساراً ، وكأنها تركت حالها للرياح حيثما شاءت ! وكعادتي أحضرت بجانبي مفكرتي التي أدون فيها بإستمرار خواطري العابرة ، وأحياناً أسجل فيها الأحداث الهامة في حياتي , وبدأ أكتب كل ما أشعر به ، ومعي هذا المشهد الذي كان يرافقني ، وبدأت اكتب  علي سور الشرفة ، ولم أنتظر حتي أن احضر طاولة كي اكتب عليها ، أو حتي أن اشعل الضوء ،فأخذت أكتب في الظلام ، الذي يشوبه ضوء خافت يتسلل من كشاف للضوء ، أسفل الشرفة ، والذي أغلب الظن أنهم  عمدوا إلي إنارته حتي يخفف من  وحشة تلك الليالي الباردة العاصفة ، حتي لا تموت تلك الأشجار المسكينة من شدة الظلام والبرد !

  وكلما كتبت شعرت وكأني أخرج ما يعتمر في صدري من ألم ، فكثيراً ما شاركتني الكتابة أفراحي ، وأتراحي . فهي تعرف تفاصيل حياتي أكثر مما أعرفها أنا !

Taken by me

الحديقة أسفل الشرفة

وبالفعل بعدما كتبت تلك الخاطرة ، وذهبت للداخل حيث أشتد البرد ، وذهبت لفراشي ، وأخذت إحدي المجلات من جواري ، وأول ورقة وقعت عليها عيني باب يطلق عليه “قصص علي الهواء” وبدأت أقرأ به ، وكانت فكرته تقوم علي أن يكتب القراء الهواه قصصاً قصيرة ، ويرسلوا بها علي عنوان المجلة الإلكتروني ، ويقوم أستاذ في الأدب بالإختيار من بين  تلك القصص ،فقررت أن أرسل لهم ، ولم يكن ليجول بخاطري بإني سأفوز !  حيث كانت أول قصة أكتبها بحياتي . وبالفعل أرسلت تلك الخاطرة التي بعدما قومت بالتعديل البسيط  عليها لتصبح قصة بدلاً من كونها مجرد خاطرة . ونسيت أمرها ، وفي صباح يوم ما بعد إرسالي تلك القصة ربما بخمس أوست أشهر ، و بينما كنت أتفقد بريدي الإلكتروني وجدت رسالة من المجلة ، تعلمني بفوزي بالمسابقة ، و تطلب مني بعض التفاصيل التي تخص حسابي البنكي حتي يتمكنوا من إرسال المكافئة لي ! ولم يستوعب عقلي تلك المفاجئة الرائعة ، والتي لم تكن في الحسبان ، والتي أحسبها قد جاءت في وقتها تماماً . وقت أن كنت محتاجة “لإنتصارت”  حتي ولو صغيرة في طريقي ، حتي تدفعني لمواصلة طريق بعدما قطعت شوطاً لابأس به فيه . وبدأت همتي تفتر . وبالفعل بعدما قرأت رأي لجنة التحكيم ، فيما كتبت ، شعرت أني علي الطريق الصحيح ،وعلت همتي ، و أن علي إكمال المسير فيه حتي نهاية العمر .

"مجلة العربي ..قصص علي الهواء"

“مجلة العربي ..قصص علي الهواء”

وبالفعل بدأت أشارك في العديد من المسابقات التي كانت جوائزها أن ينشر لك شئ مما كتبت في “كتاب ورقي” ، وأحمد لله كان توفيق الله حلفي في الكثير منها ، وبالفعل لي مشاركات عديدة بكتب جماعية . سأتحدث عنها في تدوينة أخري ربما لاحقاً .

وأرسلوا لي المكافئة بعدها بشهور ، بعدما تبين لهم إني لا أملك حساب بنكي ، ولا جواز للسفر ! فأرسلوا لي بالشيك كي أتصرف أنا به كما يحلو لي , وبعد مسيرة طويلة من العذاب لصرف الشيك ، الذي عمدوا إلي “تسطيره” حتي لا يصرفه شخص أخر غيري ، وهنا كانت تكمن المشكلة فأنا ليس لدي حساب كي أصرفه ، ولكي أقوم بفتح حساب كان الحد الأدني لفتح الحساب يفوق المبلغ الذي يحتويه الشيك ! وبعد مشوار طويل بين البنوك ، تمكنت أخيراً من صرف الشيك بفضل الله ، وتسلمت المبلغ وكان فئته “بالدولار”  ! وهنا لم أستطيع أن أتمالك نفسي من الفرحة لا لأجل المال ، فحتما سيصرف عاجلاً أم أجلاً ، ولكن لخوضي التجربة نفسها , وحصولي علي مكافئة ، وكانت أول مرة بحياتي  أحصل علي مكافئة وألمس الدولار ! وسرت في الطريق بعدما خرجت من البنك بين الحين والآخر أطمئن علي “الدولارات” والتفت يميناً ويساراً لعل أحدهم يتربص بي كي يسرقهم مني O_O .. وكلما نظرت إليهم وهم بداخل حقيبتي الصغيرة  ، أخذت أردد في نفسي .. “معايا دولار ..معايا دولار” علي طريقة الطفلة “فيروز” وأنور وجدي في فيلم قديم علي ما أذكر اسمه “البحث عن المتاعب” .وأفكر فيما سأنفق المبلغ ، تري أسأشتري مكوك فضاء حتي أستطيع أن أغادر هذا الكوكب إلي كوكب اخر ، أكثر إنسانية ، كما كنت أحلم طوال حياتي .أم أني سأشتري طائرة خاصة بي كي أتمكن من تحقيق حلمي الآخر بأن أحلق بين قارات هذا الكوكب قبل أن أغادره إلي كوكب آخر !

CAM00737

معايا دولار..معايا دولار

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *