arablog.org

“خـــريـــف في قلبي”

“خـــريـــف في قلبي”

ايعقل أن يكون أيضاً للقلب فصول أربعة , كما الحال للكون ؟!

أظن في هذا المسلسل الكوري الذي يحمل ذلك الأسم “خريف في قلبي” ، قد أجاب عن هذا السؤال بالإيجاب ، فكما للكون ربيع وخريف  فإن للقلب أيضاً ذلك !

autumn-in-my-heart

 وهذه فصة أحد القلوب التي أصابها الخريف ..

وهي قصة لأحد المسلسلات الكورية _والتي تعد أول تجربة بالنسبة لي_ ولا أظنها ستكون الأخيرة !

بعدما شهدت حلقات ذلك المسلسل الذي لمس شئ بداخلي  وقررت أن أسجل تقديري لقصة هذا المسلسل ، فعمل كهذا من الصعب أن أمر عليه هكذا كمرور الكرام .

   قصته بإختصار تتمحور حول القدر الذي أراد أن يجمع بين قلبين ، في بادئ الأمر كأخوين، وانتهت بحبيبين أو قل عاشقين . 

فبابداية يتم تبديل طفلتين ولدتا في نفس اليوم ، وبنفس المشفي ، لتكون بطلة المسلسل الرئيسية (أون_سو) هي أخت ل (حون_سو) وهكذا دام الحال قرابة أربعة عشرة عام ، الإ أن أصيبت البطلة (أون_سو) في حادث وتم نقلها إلي أحد المشافي , والتي أحتاجت بدورها لنقل دم ، ليسرع كلا من الأب والأم للتبرع لأبنتهما ، ليكتشفا أمراً غريبا الأ وهو أنهما يحملان فصيلة دم واحدة (O) ، وأن أبنتهما تحمل فصيلة دم(B) مختلفة تماما عنهمما !

kids2 

 وهذا في عرف الطب والأطباء ليس له الإ تفسيراً واحداً الا وهو ان تلك الطفلة ليست طفلتهما ، وأنها ربما تم إبدالها في المشفي التي ولدت فيه . وبالطبع كانت صدمة كبيرة لأم والأب والأبن ، لدرجة أفقدتهم صوابهم ، وضلوا التصرف الصحيح !

وبالرجوع للمشفي التي ولدت فيها ، وبمعرفة تلك الطفلة الأخري التي ولدت في نفس اليوم مع أبنتهما ، وبالوصول إلي مسكن تلك الطفلة التي يفترض أنها أبنتهما الحقيقية ، وبمجرد أن رؤا أمها ، وتلك الحالة المزرية التي كانت عليها ، وتلك البيئة القذرة التي من المفترض أن تكون أبنتهم التي تحمل نفس فصيلة دمهما تربت فيها ، أصابتهم صدمة أخري من نوع جديد ..ولما لا وهم أسرة ثرية ، لم يعهدوا مثل تلك البيئات القاسية العيش ! 

 

وهنا وقف الأبوان عاجزان عما سيفعلا .. أيقروا بتلك الفتاة التي تحمل نفس فصيلة دمهم والتي لم يعهدوها من قبل ، والتي نشأت في تلك البيئة ، ويتخلوا عن أبنتهم التي لا تحمل نفس فصيلة دمهم ، ولكنها هي التي تربت بين أحضانهم منذ نعومة أظافرهها .. أم يتركوا كل هذا وراؤهم ويهاجروا إلي بلاد بعيدة بإبنتهم التي تربت بينهما تاركين تلك الحقيقة وراء ظهرهم !

وهنا قطعت عليهما تلك الأم المسكينة صاحبة الحياة المضنية البائسة ، بإعترافها بتلك الحقيقة أمام أبنتها في إحدي المرات عندما كانت تتذمر ذات مرة من حياتها ، وعجز أمها ع الإتيان لها بما تريد من العاب وغيره كبطلة المسلسل ذات الولدان الثريان (أون_سو) التي بالمصادفة كانت تدرس في نفس المدرسة التي تدرس فيها هي أيضاً . 

4430533_max

 ومن هنا تبدأ قصة المسلسل الحقيقة _ وبدون الخوض في تفاصيل _ ومن هنا بدأت معاناة البطلة الحقيقية ، فجرت الأحداث أن تم إستبدال الطفلتين ، حيث عادت كل منهما لأمها الحقيقية ، وسافرت الأسرة الثرية إلي إحدي البلدان البعيدة ، تاركين ورائهم (أون_سو) لحياة بائسة ، ولأنها ممن نستطيع أن نطلق عليهم ذوات (الأرواح الجميلة) الا وهي تلك الأرواح التي تتقبل هزات , ورياح الحياة الشديدة بقلب كبير ، وتقابل السئ بالأفضل ، ولا يبدر عنهم الإ الطيب ، كالأزهار تماماً . 

وبعد فترة لا بأس بها من الزمان ، عاد البطل إلي تلك المدينة التي نشأ فيها ، وتقطن بها أيضاً أخته _التي كان يعتقد أنها أخته_ والتي صارت بعد كل تلك السنوات من الحرمان القاسي ، حبه الأول .

وتدور الأحداث أيضاً بعدما يكون دخل في حياة كل منهما أشخاص ، تقابل البطلة البطل عن طريق الصدفة ، فكما جمعهما القدر صغاراً، لم يحرمهم من ذلك أيضاً كباراً !

ومن هنا كانت نقطة تحول جديدة في حياة كل الأشخاص تقريباً في ذلك المسلسل ، فبعدما كان البطل (حون_سو) قد عقد خطبته علي إحدي صديقاته بالمهنة التي صار يمتهنها ويحترفها أيضاً ، وكان قد وقع أحدهم في حب (أون_سو) .

وكان الأب والأم الثريان كانا قد شفيا من مرض الحنين إلي أبنتهم التي تربت في كنفها قديماً . عادت (أون _سو) مرة أخري وبينما تدور الأحداث ليجتمع معاً ، ويقر كل منهما بحب الآخر ، ولكن تقف جميع الظروف أمامهم ، وبعدما تأكد كل منهما مدي حبه لآخر ، وعدم إمكانية العيش بدون الآخر ، قررا في لحظة ما ، توقف عندها الزمان أن يهربا معاً تاركين كل الظروف وراءهم .

ليعودا بعد ذلك بعدما علم الجميع بسرهم ، ومحاولة خطيبة البطل أستعادته بأي ثمن ، لتقرر أن تنتحر ، فيعلم البطل بذلك ، ويشعر تجاهها بالذنب بعدما أكد له الأطباء بأنها قد أصيبت بعاهة في يدها اليمني ! ليعدل البطل عن قرار هروبه مع (أون_سو) وبينما هي كانت تنتظره في المكان الذي أعتادا أن يلتقيا به ، وبعدما خاب أملها بأن يفي بوعده لها بالهرب مها والزواج منها ، تعود مرة أخري لحياتها البائسة  ، وبعد فترة وبينما كانت تجري فحصاً بالمشفي ، لتصدمها الحياة مرة أخري ، بعلمها أنها مصابة بمرض “اللوكيميا” والتي كان والدها قد توفي بسببه منذ زمن بعيد قبل حتي مولدها .وهنا كعادتها ، وبتعابير وجهها الهادئة تتقبل الخبر بشئ من الإيمان ، وتذهب لتقابل بطلها (جون_سو) لا تخبره بمصيبتها ، ولكنها كانت تتمني لو أنه يوافق علي أن يقضي معها بضع شهور فقط _الا وهي فترة وجودها علي قيد الحياة_ ولكنه وللمرة الثانية يخذلها ، برفضه لطلبها ، خوفاً علي خطيبته من أن تنتحر مرة أخري ! 

لتذهب ومعها خيبئة أملها، وحزنها العميق علي ما وصلت إليه . 

ولكن علي الصعيد الآخر كان هناك من علي بأمر مرضها ، ولفرط حبه الشديد لها ، ترجها بأن تعطي له فرصة بأن تثق به تلك المرة فقط حتي يستطيع أن يقوم بعلاجها حتي تشفي ، ظناً منه بأنه سيستطيع ذلك مادام يملك المال ، واعداً إياها بأن لا يطلب منها مرة أخري أن تتزوجه، بعدما حطمت قلبه في المرة الأولي بهروبها مع (جون_سو) أقرب أصدقاءة إليه !

وتوافق علي طلبه بعدما خذلها بطلها ، لتودع أبويها ،اختها وأصدقائها  مدعية أنها ستسافر لمدينة أخري للعملل ، لتنطلق في رحلة العلاج الطويلة ، والتي لم تجني منها سوي الألم الشديد .

ثم تدخل في غيبوبة تامة ، فيفكر (هان_سوك) بأن يخبر أبويها ، ويأتي لها بحبها ، رغماً عنه ، عسي أن تعود للحياة مرة أخري .

وبالفعل كانت صدمة لكل منهم , ولشدة تلك الصدمة استطاعت أن تذيب كل الأحقاد التي كانت قد أستقرت بقلوب هؤلاء تجاه تلك الفتاة المسكينة , التي ترقد في إنتظار الموت !

وفي الغرفة التي تحوي جسدها المريض ، قد جلس (جون_سو) تحت قدميها يبكي ، وينتحب، راجياُ أيها أن تعود مرة أخري للحياة ، ولو قليلاً . فهو مازال لديه الكثير ليقوله لها _وهذا ما نفعله دائماً نتذكر بأننا لدينا ما نقوله لهم بعد فوات الآوان_ !

وبالفعل تحقق له ذلك ، وقد أخذها من المشفي إلي مرسمه الصغير ، بعدما أخبرهم الأطباء بأن يأخذوها لتموت خارج المشفي . فهي ميتة علي أيه حال !

وهنا تبدأ قصة أخري تحكي لك عن مدي المعاناة التي عاشها كلاهما ، وأيضاً كيف أستطاع الحب بأن يخفف تلك المعاناة ، صحيح لم عجز الحب عن شفاءها ، ولكنه نجح في التخفيف كثيراً عما كانت تعاني منه .. 

ولن أطيل أكثر من ذلك ..

ولكن لكون هذه أول تجربة لي مع مسلسل كوري ، فقد لفتت نظري بعض الملاحظات التي أحب أن أشير إليها ..فقد لاحظت البساطة التي يتسم بها هذا الشعب علي الصعيد المادي ، فمتطلبات حياتهم بسيطة جدا من المأكل والملبس والمسكن والفرش ، حتي كونها لا تتعدي فقط االاحتياجات الأساسية لكل فرد منهم ! ولكن علي العكس تماماً في علاقاتهم ببعضهم البعض ، ومشاعرهم بكل شئ حولهم تتسم بالعمق الشديد !

 

أليس هذا غريباً فلم يكن المسلسل يحوي تلك المناظر التي يتم التركيز عليها في أغلب المسلسلات والأفلام الأمريكية وغيرها من فخامة الزي , والديكورات ، وربما سذاجة القصة بالنهاية أيضاً، علي العكس تماماً في ذلك المسلسل الكوري الجنسية !

 

وبالنهاية أود أن أختم بسؤال هام ، كانت قد طرحته البطلة في ذلك المسلسل ..

 ماذا كنت تود أن تكون لو خلقت مرة ثانية؟!

 

2 Comments

  1. توتا

    مسلسل اكثر من رائع .

    Reply
  2. مي

    وقالت أنها تتمنى لو كانت ولدت مر ثانية كشجرة كي لا تضطر أن تفارق من تحب لعمق جذورها في الأرض
    شكرا لك على هذا التقرير
    خريف في قلبي من أول المسلسلات الكورية التي شاهدتها ومازالت لها مكانة في قلبي على الرغم من الحزن الكبير الذي تخلل أحداثها

    Reply

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *