arablog.org

“رحلة البحث عن عمل”

رحلة البحث عن عمل في بلد نامي، أشبه برحلة البحث عن المتاعب، والشقاء!
دائماً ما كان لأبي مقولة يرددها على مسامعي دائماً بأن “اللي يشتغل عند الناس بينداس” وفيما معناها أن من يعمل موظفاً في القطاعات الخاصة على وجه الخصوص، فهو من حق مدير العمل، فله الحق أن يتصرف معه كما يشاء، وقتما شاء!

وهذا بالفعل ما لمسته عندما وطئت قدمي مكان العمل، فبالأول طلبوا مقابلتي لأعرف إذا كنت سأقبل أم لا، وبالفعل ذهبت فقابلت السكرتارية، وهي من قامت باستقبالي، وأجرت حوار معي. وقالت لي في بادئ الأمر بأنه على أن أتي غداً لمقابلة “مدير الشركة” وبالفعل ذهبت في اليوم التالي لمقابلة صاحب السمو والعظمة “صاحب العمل” واستقبلتني السكرتارية وطلبت من الانتظار وبالفعل جلست في المكان الذي أشارت لي به، وبدأت انتظر نصف ساعة مرت، ثم ساعة، ثم اثنان، ولم يأت صاحب السمو _عفوا صاحب العمل وبالنهاية مللت الانتظار وذهبت لأستفسر عن سبب ذلك فاعتذرت لي وقالت لي بأنه مشاغله كثيرة، نعم أعلم أن مشاغله كثيرة، ولكن الا يوجد أي نوع من أنواع الاحترام لأدمية البشر! وقبل احترام كل منا لأدمية الاخر.. الا نحترم أنفسنا؟!

ولا أعلم ما الذي جعلني أنتظر كل هذا الوقت، ربما لأني تحمست للعمل كثيراً حيث إنها تعد المرة الأولي لي في الذهاب لمقابلة عمل.. وعدت من حيث أتيت، بخفي حنين.. منكسة الرأس وفي قراره نفسي أشعر بالإهانة لما حدث معي.. وابتلعت مرارتي وذهبت للمنزل، ونسيت أمر هذا العمل.. لتتصل بي السكرتارية وتقول لي بأن صاحب السمو، قد قرر أن يقبلني لديه عنده _عفوا أقصد موظفة لديه.. وكان المبرر بأنهم استبشروا بي لأني بالأمس حينما كنت هناك، قد حدث شيء جيد!! ولم يعتذر لي أحد عن الوقت الذي قضيته في الانتظار، ولا عن المشوار الذي قطعته بالأمس بدون أدني فائدة.. مهزلة أليس كذلك؟!

وبالفعل تناسيت ما حدث وذهبت، وتحاملت على نفسي ما حدث لحماسي الشديد للعمل، وهناك قابلت صاحب السمو، وجلس معي ليسألني في أمور شخصية في بادئ الأمر! ليس لها أس علاقة بالعمل، وذلك لمجرد أني مرتبطة، فقد أمتعض لذلك كثيراً.. وذلك لأن معني ارتباطي بأن سيأتي وقت سأتزوج فيه إن شاء الله، لأن ذلك سيعني أني سأنقطع عن العمل بعد الزواج لظروف الوضع وغيرها، كما يفعل أغلب الفتيات حينما يتزوجن!
ولا أفهم ماذا يظن صاحب العمل لأنه سيعينك لديه موظفاً معني ذلك أن حياتك أصبحت حكراً لديه، فلا يجوز لك أن تتصرف في حياتك كما يحلو لك.. لأجل أن يكون صاحب العمل راضياً عنك!

لم ألق بالاً لكل هذا أيضاً، ولكن أنا ذاهبة لوظيفة وفقاً لتخصصي، حسب ما فهمت أني سأعمل وظائف أخري ليس لها علاقة بمؤهلي الذي أعلنوا عن أنهم بحاجة له!

وتحملت ذلك أيضاً، لأن كما تعلمون بأن فرصة العمل ليست متاحة بالشكل المكافئ للخريجين والعاطلين، ولكن بعد كل ذلك كله ما صدمني عندما علمت أجر ي الذي سأتقضاه، وهو أجر زهيد لا يكافئ هيبة اسم الوظيفة! يكفي بأن أقول بأن ربعه سيضيع في المواصلات اليومية، ولا يوجد الا يوم واحد عطلة.
ولكن لا أريد أن أفقد الأمل في القادم، لأن ليس لدي أي خيارات أخري كما تقول الأغنية التي أفضلها ” ما هو يا الأمل يا مفيش بديل.. “

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *